أرشيف

كرمان: الثورة اليمنية تنتهي عند إسقاط الفساد

ذكرت الصحافية والناشطة اليمنية توكل كرمان، الحائزة جائزة نوبل للسلام، أن شباب الثورة الشعبية اليمنية يعملون الآن على إنهاء ثورتهم بإسقاط أجهزة الفساد في البلاد، وهي ما تسمى بثورة المؤسسات لاقتلاع الفساد من جذوره بقولها «نريد دولة مبنية على المساءلة والشفافية، وبالتالي لا حصانة ولا ضمانة فالشعب يعرف طريقه». وقالت كرمان لـ«الإمارات اليوم» إن «هناك من يراهن بأننا لن نُكمل المشوار، وأن صالح سقط أكثر من مرة ولا فائدة من ذلك، وأردّ عليهم بأننا لن نحتفل ولن تُزال الخيام، وستستمر الملايين في الاعتصام، حتى تكتمل أهداف الثورة بإسقاط المؤسسات، وترحيل القائمين عليها من السلطة، واخضاعهم للمحاكمة في محاكم اليمن القائمة على العدالة والنزاهة والاستقلالية، لأننا لم نثر ضدّ فرد بل ضدّ منظومة متكاملة بناها الرئيس اليمني»، الذي اعتبرته رئيساً مخلوعاً.

وقالت كرمان التي حضرت الى الكويت ضمن دعوة لتكريم الشخصية الأبرز جماهيرياً تحت شعار «من أجل انسان عربي حُر.. وشعوب عربية سيدة وأوطان مزدهرة»، إن «كل ما نريده هو الحقوق التي كفلها لنا الدستور اليمني، نريد ايقاف تمويل صالح للإرهاب وتسوله باسم (القاعدة)، وعبثه بحقوق المواطنين».

وتساءلت: هل رأيتم حاكماً يصمّ شعبه بالإرهاب؟ معتبرة أن «صالح حوّل الشعب اليمني لإرهابيين من أجل جيبه وجيب أسرته، فقد اقتات من كرامة اليمنيين، وكان من داخل قصره الجمهوري ينظم كل العمليات المخابراتية طوال الـ33 عاماً الماضية». وأشارت كرمان إلى حرب صعدة التي أسكتها صالح، على حد قولها «بأن اشعل الفتنة بين القبائل ومدّها بالسلاح والمال للثأر من بعضها بعضا والنجاة بحياته». لافتة إلى أن «هذا ما كشفه لهم أفراد القبائل داخل خيام ساحات الحرية الذين اصبحوا يستشهدون معاً بدم واحد لإسكات صوت الإرهاب والقاعدة».

وقالت عن بلدها اليمن، إن «وطني الذي كان يُطلق عليه اليمن السعيد، أصبحنا نراه ينهار أمامنا سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، وكان من يرأف بحالنا يقول إن اليمن على حافة الفشل، وهناك من قال إنه بلد فاشل نتيجة صالح الذي غذى بلده على الصراعات والحروب والفتن».

وتحدثت كرمان عن الثورة الشبابية الشعبية اليمنية، التي هي احدى ثورات الربيع العربي، «كنا نعتصم في الساحات كل يوم ثلاثاء اعتصاماً سلمياً، وكلما رأينا البلد أكثر تدهوراً كلما زاد الأمل بداخلنا، ونزداد يقيناً بأننا لابد أن نكون جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة».

وزادت «كان المراقب يسألنا من أين أتتكم تلك الشجاعة؟ ونرد عليه بأنها جاءت من الأزمات، فكلما نمر بساحات صنعاء نقول: صح النوم يا صنعاء صح النوم». وتابعت «ثم جاءت ثورة تونس لتمنحنا الخلاص، وأيقنا حينها بأن لا نُطالب بإصلاح نظام أو تظاهرات شبه أسبوعية، وعلينا أن نتخذ خياراً آخر وهو (الشعب يريد اسقاط النظام)، فكان هو الحل لمشكلات اليمن بأكملها». وتابعت «ثم جاء اليوم الذي انهكت فيه الثورة سيادة صالح ما عدا (القصر الجمهوري)»، معتبرة أن «شباب الثورة اسقطوا صالح وافقدوه شرعيته في الداخل والخارج من خلال الاعتصامات السلمية، فنحن شعب نؤمن أن السلم هو طريقنا الوحيد لاستعادة ما تم افساده».

وعن المرأة اليمنية، أشارت توكل إلى أن «اليمنيين كانوا يصفون النساء بالخيام المتحركة ويرددون بعد ذكر اسم امرأة، اكرمكم الله، وأعزكم الله، غير أن المرأة في الثورة ناضلت في الشارع ضد صالح كقائدة من الطراز الأول، فخرجت يومياً للهتاف ضدّه».

زر الذهاب إلى الأعلى